السبت، 21 أبريل 2012

أيهم والحكيم المسن ... إن الحياة كنز غناء احترمها تعطيك بسخاء ...

نبراس الشباني ...


أمضى أيهم ساعات وساعات يفكر هل أن ما قام به صواب فربما لهذا الرجل المسن أقرباء وأهل يظنون انه قد توفي لذلك قرر البدء بالبحث عن أي معلومة من شانها الاستدلال على عنوان الرجل الغريب الذي بدا عليه فقدان الذاكرة فهو لا يدري كيف وصل إليهم فبدأ أيهم بسؤال البحارة الذين يلاقيهم أثناء عمله وفي احد الأيام وحين كان يضيف بعض البحارة في منزله تعرفوا على الرجل وبعد سماع قصته أكدوا انه الحكيم الذي كان يعيش في مملكتهم ، اسر ذلك أيهم كثيرا لأنه بات يعرف من الرجل الذي يسكنه في منزله وأكمل حديثه مع البحارة مستمعا إلى المزيد عن الحكيم حيث أضاف البحارة انه رجل معروف بحكمته مشهور برؤيته السديدة للأمور وانه كان منجما يدر الذهب على ملكهم إلا أن حاله تغيرت وانقطعت أخباره ولم يعد يسمع عنه احد وقد فاجأتهم رؤيته في هذا المكان وبعد أن علم أيهم أن لا أهل لهذا الرجل الحكيم قرر أن يبقى للعيش معهم وبعد أن ابلغه بقراره فكر الحكيم أن يخبره قصته بالكامل قبل أن يعيش معهم ويشاركهم حياتهم فبدأ بسرد قصته على أيهم بعد أن طلب منه بعدم إخبار احد عنها فبدأ قائلا انه كان يعيش في بلاط ملك عادل وطيب وكان يستشيره بكل الأمور ويطلب منه النصح في كل خطوة يخطوها ، كان يحب رعيته وكانوا يبادلونه الأمر نفسه ، كان يجنبهم الحروب ويحاول منحهم السلام بفضل الاستشارات الحكيمة التي كانت تصدر من الحكيم وفي احد الأيام عاد ابن عم الملك بعد سفر طويل خارج البلاد فبدأ يحدث الملك عن مغامراته وما اختبره خلال رحلته الطويلة ، كان طموحا تملاه أفكار العزة والسلطان ، لم يكن يعجبه حال المملكة فقد كان يرغب في توسيع سلطانهم ليمتد إلى ما حولهم من بلاد وهنا تضاربت أراء الحكيم مع ابن عم الملك حتى قام بمكره ودهائه بإزاحة الحكيم عن طريقه حين أرسله إلى عصابة معروفة بسفينة محملة بالذهب والهدايا الثمينة لكسب ودهم ومؤازرتهم بحربهم التي باتت على وشك النشوب كانت هناك رسالة موجهة لتلك العصابة تأمرهم بالتخلص من الحكيم لكن أثناء رحلتهم تعرضوا إلى عاصفة كبيرة أغرقت سفينتهم وأوصلته الأمواج إلى حيث وجده أيهم  ، بعد سماعه لهذه القصة أدرك أيهم أن الحكمة كنز ثمين والتسرع باب مشرع نهايته الندم بالأخص بعد أن اخبره البحارة أن مملكتهم دمرت بعد أن هزموا في الحرب التي خاضوا غمارها لأنهم لم يكونوا مجهزين لمواجهة حقيقية بعد كل سنين الأمن والسلام التي كانوا ينعمون بها ، وهكذا يضيف أيهم درسا إلى دروس الحياة التي تعلمها في السابق ليزداد احتراما وحبا للحياة لأنك إن احترمت الحياة ستقابلك هي الأخرى بذلك ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق