السبت، 2 يونيو 2012

حق الحياة ...

نبراس الشباني ...

عندما تمد الحياة ذراعيها لتحتضنكَ فلا تتردد وأعلم أنها فرصة لن تتكرر ...
عندما تعينكَ الرياح لتزيد من سرعتكَ فَسِرْ معها واعلم انكَ ستصل للأفضل ...
عندما تحلق في سمائكَ الحان الفرح فاشدوا معها لأنها ستكون شيئاً يذكر ...
 فمع من تريد أن تشارك آمالكَ وأفراحكَ وأحلامكَ ؟ وأين ؟ في السابق كانت هناك إجابات كثيرة فالأهل والأصحاب والجيران وحتى الأغراب الجميع كان يشارككَ لحظات سعادتكَ ويجعلها تستحق الجهد الذي أوصلكَ إليها وكذلك يهونون عليك الم اللحظات المحزنة حتى تتلاشى ، أما ألان فقد اختلف الأمر من جميع الجهات فمع كل الجهود التي تبذلها للوصول إلى ابسط الأشياء تجد أن ذلك يعز على الجميع من اصغر سلطة حتى أكبرها وكأنك تستولي على حقوقهم على الرغم من أنهم لا يحتاجون لذلك وان ما تقوم به لن يؤثر على مراكزهم بشيء يذكر ، انه عصر الأنانية فإما أنا وإما فلا ، لكن ما ذنب الناشئ الجديد أليس له الحق في بناء مستقبل له ليحيا في هذه الدنيا التي لم تمنعه من حق العيش فيها ، إذاً لما يمنعه الغير ؟ هل لهم الحق بذلك ؟ كيف نصبوا أنفسهم ليتحكموا بمصائرنا هكذا ؟ انه الافتراس من اجل الحياة ، متفوقين بذلك على باقي الكائنات الحية وكأننا في غابة لكن الفرق أن معظمنا يريد أن يكون ملكها وبذلك بتنا لا نفكر إلا في مناصبنا وكيفية المحافظة عليها فهذا شغلنا الشاغل ، إن هذا الأمر يذكرني بلعبة كنا نلعبها ونحن صغار إنها القفز حول البقعة كنا نحاول عند البدء القفز مع المحافظة على أماكننا لا نخرج منها ولا نقبل أن يطؤها احد وهذا حال الجميع ناسين بذلك المبدأ الأساس من الحياة هو الأخذ والعطاء فنحن لا نريد سوى الأخذ مؤجلين العطاء لإشعار آخر فكيف ستزدهر الحياة إن لم نقم بسقيها ، لكن من يمنح المجال للسقاة الجدد فهاهم يكافحون دون جدوى بعدما سُرِقت دلائهم ودمرت أحلامهم ، فذَبُلت الحياة وجف عطرها ويَبُسَ عودها واعترتها الوحوش لتسلبها معناها ونُهِشَ حقها فلم يعد فيها مكان للأحلام المزهرة والآمال المعمرة فقد عم الظلام واشتد الزحام وكثر غِرُ الكلام وتوقفت عجلة الأيام ليعلن الجميع : أن لا مكان بيننا  لبراعم جديدة فالحياة لنا ومن دوننا لن تغدو سعيدة ، وبالتأكيد في بعض الأحيان يكون هذا الكلام منمقاً ومزوقاً فعندما تحاول أن تخوض دورك في هذه الحياة وتشارك في مسيرها يستقبلونكَ بالترحاب تاركين مكرهم خلف أقنعة الأبواب يقولون أن دورك قد حان وأنهم سيساعدونك لتصل إلى طريق الأمان ، لكنهم سرعان ما يُكشفون لأنك تنمو بسرعة كغصن الزيتون وأوراقهم قد ذَبُلت وأصبحتَ عليهم خطراً وأعمالكَ قادتهم للجنون لذلك سرعان ما سيقتلعون جذوركَ أو يحدوا من طموحكَ لتبقى الحياة لهم ، و هل لأحدٍ تدوم الحياة ؟ أم قد يصبح كل هذا ذكريات ولاشك أن لكلٍ منا حياة بعد الممات ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق