الاثنين، 4 يونيو 2012

همس العراق ... أنا من كان ، سيعيدني الزمان ...

نبراس الشباني ...
ارتجف القلم بيدي واهتزت أحرف أجوبتي ، دموع الطفل كانت أسئلتي ، وهو يقول من المسئول ؟ هل هي أمي الجريحة ؟ أم والديَّ المقتول ؟ أم شيخ غاب عنه من يعول ؟ أم هي اليد التي زحفت خلسة لتستقر في أحشاء الحياة لتخطف منها لونها ؟
ها هنا عملنا معاً  وهنا تقاسمنا الطعام وعندما مَرِضَ ابنه أخذناه سويةً إلى الطبيب هكذا كان أبي يقول عن الناس وكيف كانت أيامهم سعيدة وأمجادهم في الذكر حميدة لكنها ألان أصبحت بعيدة ، لا يفكر صديقي عندما لنفسه يفجر أنه يقتل الأيام الجميلة لِيُحَمِلَ نفسه أوزارا ثقيلة ، وهناك في ركن بعيد تغطيه حلكة الظلام تتساقط من عينيه الدموع طفل لم يمتلك حتى الأحلام تهاجمه غربان جياع لتصنع منه رمزاً للضياع ولكن الطفل بصوته الحزين يردد أنني لن اخضع للآخرين ولن أكون طعاما للجائعين فأنا عراقي وفي دمي حبه المتين ومهما عم الظلام فبالأمل نستطيع أن نتقدم إلى الأمام ، وراح الطفل يزرع البسمات ليعيد لأصحابه الحياة وهكذا يد بيد تتكاتف الأحلام لتصنع مستقبلا تُرفَعُ فيه الأعلام وتُزرَعُ فيه قداسة النفس لتعود تلك الأيام وأُثَبِتُ قدمي على أرض الخلود لأرفع راسي واصرخ بأعلى صوت أنا العراق ، أنا من كان ... سيعيدني الزمان ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق