الاثنين، 13 أغسطس 2012

سِيرك الحياة .. المشي على الحبل فنٌ لا يتقنه الجميع ...

نبراس الشباني ...


دعانا أحد الأصحاب يوماً لحضور عرض جوال لسِيرك كان مخيماً قريباً من مكان إقامتنا كانت أول مرة أحضر فيها عرضاً من هكذا نوع كان متميزاً وأكثر ما جذبنا هو عرض لفتاة في العشرينات تسير على حبل مرتفع جداً دون أي أداة ساندة وفي الأسفل حلقات من نار تقفز من خلالها ثلاثة أسود لتتم عرضها ، أهتز الحبل ومالت عنه سارا لكنها لم تسقط ترك الأسود حلقات النار وبدؤوا يقفزون نحو الأعلى وتعالت صيحات الجمهور منهم من كان ينتظر ليراها تسقط متخيلاً ما سيحدث والبعض كان يشجعها لتكمل العرض ، ما زاد الأمر تشويقاً وإثارةً أن الحبل كان مائلاً فكلما تقدمت سارا إلى الأمام كلما اقتربت من الأسود الهائجة أكثر فأكثر قفزت الأسود تباعاً فوق سارا متمة فقرتها الأخيرة لكن بدا ذلك قريباً جدا وبالفعل احد الأسود أصاب سارا بمخالبه وكانت على وشك السقوط لكن هتاف الجمهور وتشجيعهم لها خلق لديها حافزاً لتستمر متمة عرضها بنجاح  وكان ذلك كفيلاً بأن ينسيها إصابتها .
حياتنا هكذا لا أهينها حين أصفها بالسِيرك فبعضنا فيها يمثل دور سارا يحاول أن يعيش ويسعى ليكون له بصمةً تذكر في تاريخ الحياة واغلب الباقين هم كالأسود والجمهور منهم من يتمنى أن نسقط وأن تحين نهايتنا ويضع أسوأ الاحتمالات ويرسم لنا أبشع النهايات ومنهم من يقدم لنا الدعم لنثبت خطواتنا على سجادة الحياة وبين أولئك وهؤلاء تبقى العزيمة والإصرار الذي يحول هشاشة الإنسان إلى حديد صوان ليقف جبلاً أمام محن الزمان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق