الاثنين، 6 أغسطس 2012

الوصول إلى العدالة ...

نبراس الشباني ... 


انطلقت سفينة السندباد مبحرة على أرض السواد وكان البحارة المبتدئون الصغار يحاولون الاستفادة من خبرة الكبار والناس تعيش في نماء والحياة يملؤها الصدق والنقاء فكانت السعادة تغمر الوجود لكن دوماً هناك للفرح حدود فبعد لحظات اهتزت السفينة واستيقظ السندباد ليجد انه ليس سوى حلم سعيد وأن اليوم كالأمس ليس فيه جديد وأن الحياة أصبحت كالممات كل يوم مئات تموت في الانفجارات وأصبح العراق إناء يغرف منه الجميع عدا الفقراء والكرسي أصبح علة العصر وداء وله لم يستطع احد أن يجد الدواء نعيش في بلد الحرية حيث لا احترام فيه للبشرية مع ذلك يبقى أمل العودة موجود فلا زال هناك طِيب وكرم وجود حتى وان أصبح نادر الوجود ولكن بنا سيزداد ويستمر الخلود فالعراق بلد الخير لن نسمح بان يدمره الغير ... ويبحر السندباد من جديد ليحقق حلمه السعيد ...
كانت أول مرة أرى فيها كم أن محافظتنا كبيرة الحجم وفيها الكثير من الأحياء والقرى تملؤها المنازل البسيطة المكتظة بالنسمات التي لا ترغب سوى في أن تحيا حياة حرة كريمة لان هذا الأمر أصبح صعب المنال في هذه الأيام ، كانت لنا جولة تحت عنوان الوصول إلى العدالة في أقضية محافظتنا أقامتها هيئة الإغاثة الدولية للوصول إلى الحاجة الفعلية للناس عامة وللفئات المهمشة أو المستضعفة بشكل خاص ، ابتدأ مسار رحلتنا من قضاء عفك والشامية ثم الحمزة والديوانية غطى هذا الاستبيان سبعة أحياء وثلاثة قرى من كل قضاء بالإضافة إلى المراكز والمؤسسات التي تكثر فيها الفئات المهمشة حيث بلغ عدد الاستبيانات 800 استبيان خلال 17 يوماً النصف منها لعامة الجمهور والنصف الآخر للفئات المهمشة ، البعض كان متعاوناً بشدة والآخر متخوف بشدة والبعض الآخر كان غير مباليا لأنه أصبح يائساً ولا يثق بأي جهة ترغب أو تسعى في تحقيق العدالة لأنه وحسب رأيهم أن لا احد يستطيع أن يغير هذا الحال أبدا الحال الذي لا يصدق فعلا فنحن دولة غنية ولكن بعض أناسها يبيت جائعا والبعض الآخر لا يلحق أن يبيت ليلته أي أن العراقي الآن لا يمتلك الحق إلا أن يكون عراقياً مع أن الإنسان خلق ومعه كل الحق في أن يحيا حياة كريمة تنعم بالحرية إلا أنه آثر الاستسلام وذل العيش فالكل في بلادي يعاني وإن كنا نحن أشرف المخلوقات كما ذُكِرَ في كتابه الحكيم لذلك يجب أن لا نستسلم وعلينا أن نتشارك في صنع عراق الغد عراقً مشرقاً تملؤه ضحكات الأطفال وتتفتح  فيه الأزهار وتزين الطيور الأشجار ... إنه العراق هكذا كان وسيعيده الزمان ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق