الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

عاشوراء .. معنى الإباء ...

نبراس الشباني ...


العقول منذ قديم الزمان محاربة لان الانسان بلا عقل كالجسد بلا روح وهذا يعود بالفائدة على المتسلطين والمتجبيرن ولو خُيِرَ الكثير بين حُكم شعبٍ جاهل أو غيره عالم فالبتاكيد سيختار الشعب الجاهل لسهولة السيطرة عليه لذلك كان يحاول الجبابرة القضاء على تلك العقول لانهم يعلمون ان ببقائها تكون نهايتهم وهلاكهم ولم يكن هذا الامر بالجديد فهذه سنة الحياة يتوارثونها من قبل مجيء نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحتى يومنا هذا وبعد مجيء النبي كان التهديد عليهم اكبر واصبح اقوى حين خلق الله لحبيبنا اخاً ونفساً وساعداه الذي يامر بهما والان اول فكرة تتبادر الى الاذهان ليشل الخصم هو القضاء على ساعديه في حين انهم كانوا ينادون (( اللهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك ، اللهم عرفني نبيك فانك ان لم تعرفني نبيك لم اعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ظللت عن ديني ) ويعلمون ان طاعة الحجة واجبة والمقصود بالحجة هو خليفة الله في ارضه متنكرين ليوم المباهلة حين أقرَّ النبي ان فاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم افضل الصلاة والسلام هم نفسه متناسين بيعتهم يوم غدير خم وحين قال لهم ( اني تارك فيكم الثقلين من بعدي القران وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لم تظلوا من بعدي ) إذا فالنبي لم يتركنا تائهين بجهلنا نتخبط في دنيا الظلالة بل انار عقولنا وخلف علينا نفسه وعضيده ابن عمه حين يقول ( يا علي انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ) لكن هذا لم يكن مناسباً لمن لا يرى سوى الدنيا وغارق في ملذاتها ويحاول طمس وصايا النبي بقتل آل بيته الواحد تلو الاخر ومحاربة خطواتهم ومآثرهم الا ان الله ابى الا ان يحق الحق ويتجسد ذلك في يوم عاشوراء ، هنا قد يقول البعض ان الحسين عليه افضل الصلاة والسلام كان مفروض عليه طاعة خليفة زمانه ، لنترك ان خليفة زمانه آنذاك كان خليفة بالعنوة ولنتذكر قول رسولنا الكريم ( ان من اعظم الجهاد هي كلمة حق عند سلطان جائر ) وهنا يابى الكبرياء والاباء لآل البيت الخضوع والخنوع لسلطان تؤم شعبه جارية فاسقة عند فريضة الصباح وهو مغطى بالخمر حتى اخمص قدمه فلا ظلال اكثر من هذا ولان سياستهم تابى عليهم ترك الحسين ينير العقول المجمدة وينتشلها من التوهان لذلك قرروا القضاء عليه وعلى آله لان باعتراف يزيد لعنه الله ( ان هؤلاء آل بيت كبيرهم لا يقاس وصغيرهم جمرة لا تداس ) وبمحو ذكرهم يكون قد قتل الناس فكريا وشلهم ليبقى المسيطر على عقولهم الجاهلة فالقتل الفكري والعقائدي هو أعظم وقعاً وتاثيراً من القتل البايلوجي ولكن ( تالله لا تمحو ذكرنا ولا تبيد وحينا ) انه وعد من الخالق تعالى  فبحفظهم يحفظ الدين ويستمر ، انهم شعلة من الاباء لأجلئهم تصلي ملائكة السماء ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق