الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

حضارة في قطب الرحى ...


نبراس الشباني ...

عندما كنا صغاراً كان يستهويني برنامج لبناني حسب ما اذكر تقوم فيه المقدمة بالتنقل بين دولة واخرى لعمل برنامج ترويجي سياحي تعرض فيه حضارة ذلك البلد ومناطقه السياحية ، بالتالي هو برنامج جميل لانه غني بمعلومات تثقيفية عن تلك البلد من جهة و ترويج سياحي لها من جهة اخرى في حين ان تلك الدول حديثة الحضارة مقارنة بحضارة عمرها الاف السنين من 500000 ق.م حتى يومنا هذا حيث قال الاستاذ طه باقر : " بعد ان قضى الانسان القسم الاعظم من حياته في اطوار التوحش والهمجية فيها يسمى بعصور ماقبل التاريخ التي استغرقت اكثر من 99% من حياة الانسان والتي تقدر بنحو مليوني عام دخلت البشرية في اخطر تجربة وامتحان ولا تزال تعانيهما بانتقالها الى طور الحضارة الناضجة وقد تحقق ذلك لاول مرة في تاريخ الانسان بانتقال وادي الرافدين ووادي النيل في اواخر الالف الرابع قبل الميلاد الى حياة التحضر المدنية " لكننا الان تناسينا حضارتنا مكتفين بها للتفاخر وذكر المناقب ، فعندما تنطلق بك السيارة لا تشاهد بجانب الطرقات سوى حضارة مهجورة وآثار مندثرة لذلك تمخضت لدى احدنا فكرة لاعادة احياء تلك الحضارة والبدء بحملة الترويج عن المعالم المنطمسة بين طيات الجشع وبالتاكيد كل فكرة اساس نجاحها هو التعاون لذلك تمت اقامة ورشة تدريبية بعنوان ( مباديء التصوير الصحفي والفوتوغرافي ) نظمها بيت الصحافة في العراق – فرع الديوانية بواسطة المدرب المحترف محمد عبد الله من كركوك ...


كانت عبارة عن يومين الاول طرح المادة نظرياً ...
 تلاها يوماً للتطبيق العملي حيث انطلقنا مبكرين لاحد المعالم التي انطوى عليها الزمن في قضاء الدغارة على بعد 30كم شمال الديوانية ، قصر الملك غازي اكتمل بناؤه عام 1934 ...
يحتوي على 3 غرف واستقبال ومكتب ويحمل البناء المعامري للقصر بصمات انكليزية  ...
والملك غازي هو ثاني ملوك العراق حكم عام 1933-1939 وهو اب الملك فيصل الثاني آخر ملوك العراق وابن الملك فيصل الاول اول ملوك العراق ...
 وكان يعقد في القصر الاجتماعات المهمة مع شيوخ العشائر والسياسين وتوفي الملك غازي اثر حادث سيارة تلاه الملك فيصل الثاني الذي قتل عام 1958 على يد عبد الستار سبع العبوسي وتم اعلان الجمهورية ...
قام المتدربين بالتقاط الصور مع توجيهات المدرب تلاها توزيع شهادة الدورة ...
وبعدها انطلقنا لاكمال جولتنا فاستقر بنا المسير عند مقام الخضر عليه السلام ...
تناولنا وجبة الفطور حينها كان مكانا جميلا على ضفاف نهر الدغارة...
والاراضي الزراعية تحيط بجوانبه والعوائل البسيطة استفاقت وتوجهت لانجاز اعمالها منهم من بدأ بتحريك زورقه بعد ان قامت ابنته بتجهيزه ...
وبقيت تنتظره لاكمال اصلاح الزورق ...
ومنهم من اطلق خرافه والجاموس ليرعى ...
وبعض الاطفال تلهو هنا واخرى ترعى اخوتها هناك ...
ومنهم من اكتفى بالحملقة علينا ...
مع بعض الصور اختتمنا جولتنا وتوادعنا على امل لقاء آخر يجمعنا ، وها نحن نطوي يوما ً ملوناً آخر وصفحة يزينها الحب والإخاء بانتظار ايام ملونة اخرى ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق