السبت، 25 يونيو 2016

ثقتي بالعراق توصلني الى الآفاق ...

نبراس الشباني ...

ليس كباقي الايام اصوات القصف عالية وكأنها في الجوار ، اخشى ان انظر من الشباك لأجدهم قرب المنزل ، قد يدخلون المنزل عنوة ليحتمو فيه والاطفال مذعورين ، متى ينتهي هذا الالم . ما هذا ان صوت الاشتباك قريب ، كلها بضع دقائق إما منتصرين وإما الشهادة، لكن لن يتركنا اخوتنا نعاني اكثر بالتاكيد سنكون منتصرين بإذنه تعالى ، ساجهز اطفالي ونستعد للحرية فاليوم لن تكون النصرة الا لقواتنا العراقية ، اخيراً سنعود للحياة بعد شهورٍ قضيناها كلاموات، اخيراً سنجتمع مع اهلنا وستعود لنا ارضنا. انه صوت الحرية يا أبنائي واخيراً ستعود الفلوجة وسَيُقتل الاوغاد.
أُم أيمن واطفالها كحال الجميع عاشت مرارة وخوف فضيع ، لم ترَ الشمس وكان الموت ظلهم ، خوفها على اولادها بعد أن قُتل والدهم.
قبل مدة كان تحرير العراق واستعادة السلطة فيه على المناطق المُسيطر عليها من قبل داعش حلماً وفكرة لم يقتنع بها أحد فقد تسلل الرعب خلسةً الى قلوبنا ولم نعد نرى الا ساعة موتنا، فقدنا للحظة بالعراق ثقتنا لكن علينا ان لا ننسى ان ماحدث ليس بالجديد فهذه قصة العراق منذ زمن بعيد، كل يوم يجرحه طامع جديد لكن العراق صامد منذ الأزل، صحيح مايحدث يفقدنا الأمل لكننا دوماً نعود ونثبت بصمودنا للأرض حدود ليس فيها للحقود وجود، ولو تأملنا قليلاً وراجعنا التاريخ سنجد أن الحرب خدعة لذلك ليس علينا أن نضعف وليس علينا أن نثق إلا بأنفسنا وأبنائنا فأعداء العراق كُثُر منهم البعيد والقريب خطر، فأعدائنا تعيش معنا وتلازمنا كظلنا فتشوه انتصاراتنا وتذل عزنا لذلك علينا بهم أن لا نستهين، ونبقى دوماً لغدرهم متأهبين .
في الحرب كل شيء جائز الحصول لذلك علينا أن نكون متيقضين وبأصل أبناء العراق نكون واثقين، فبغير تكاتفنا مع بعضنا لن نكون منتصرين وإن كنا نريد النصر فعلينا أن نكون واضحين أننا سنفقد من نحب وسنقدم التضحيات ، قد يستشهد شخص لكن بدمه قد أحيى المئات اذاً علينا أن ندرك أننا نعيش لبعضنا البعض ولن اعيش حياة كريمة ومرفوع الرأس إن لم يكن أخوتي كذلك فالعراق جسدٌ واحد مؤلف من ملايين العراقيين الغيارى الذين تكاتفوا ليبقى العراق عراقاً ويفنى الطامعين ، جسد سني شيعي أيزيدي كردي مسيحي تركماني فمنذ الأزل أخوة واعضاءٌ لجسدٍ واحد ولن نقبل أن يتأذى أي جزء بخدش ، وما حدث ليس إلا حُمى بسيطة وان الاوان للشفاء منها ولن يكون ذلك إلا إذا تكاتفنا معاً ووضعنا حداً لكل ما يحيط بنا من فايروسات ، فالعراق بلد الجميع وحماية أمنه وأمانه مسؤولية الجميع، علينا أن لا نسمح لثقة ثبت أُصولها جلمود السنين أن يدمرها المريدين والمغرضين فالثقة اذا انعدمت تُدمر كل الفروع والاصول وللنصر لن يكون هناك طريقاً للوصول لذى علينا أن نثق بإرادتنا وعزمنا واخوتنا الذين يضحون بالنفس من أجلنا فالعراق واحد وسيبقى كذلك رغم انوف الطامعين ...

الأربعاء، 15 يونيو 2016

وطني هويتي ... الباسقات عائلتي...

نبراس الشباني ...

هويتي ... تستوقفني هنا حادثة وربما يكون اغلبنا قد سمع هذه الكلمات فقد اصبح يرددها الكثيرون ( حين قال احد الشباب انه مستعد ان يتنازل عن بلده العراق ويبيع هويته مقابل ان يهاجر ليشق طريقه في بلد اخر لينعم بوسائل الراحة ويحصل على هوية جديدة ، علماً ان هذا الشاب متمكن مادياً ومستقر وظيفياً ويتمتع بصحة جيدة، لكنه برر سخطه على العراق بانه لا يجد فيه من الوسائل مايريح اعصابه ويرفه عن نفسه) .
لو فكرنا قليلاً سنجد ان باستطاعتنا ان نصنع سعادتنا بايدينا فالقناعة كنز لا يفنى ، فكم من الاشخاص مستعدون لدفع الكثير الكثير ليشتروا لانفسهم هوية ، وهناك بلاد تصرف ذهباً لمجرد ان تصنع لنفسها تاريخاً ووجوداً لو قضوا العمر كله يفعلوا ذلك لن يستطيعوا ان يجاروا عراقة واصل العراق بكل ما فيه ، لذلك علينا ان نعتز بهويتنا وان نحمد الله ليلاً نهاراً على ذلك وان نسعى بالحفاظ عليها واحترامها فعندما نحترم هويتنا حينها سيحترمنا الاخرون .
لذلك التغير يجب ان يبدأ منا وفينا وان لا نحاول القاء اللوم على الاخرين فكلنا محاسبون ولا افضلية بيننا لكننا سنكون الافضل حين نصحح الخطأ بصوابٍ حقيقي حينها سترقى ارواحنا وسنكون اهلاً بأن يكون العراق بلداً لنا ، فالعراق امانة وعلينا ان نكون جديرين في المحافظة عليه ليبقى شامخاً من جيلٍ لاخر وتبقى الباسقات عنواناً لبلدي.

الاثنين، 13 يونيو 2016

وطن تزينه المحبة ...

نبراس الشباني ...


عناوين كثيرة وكلمات اكثر تلك التي تزداد يوماً بعد يوم داخل قلبي الصغير ، كلمات اختنقت تريد مني ان اكتب ، عن ماذا اكتب ؟ عن بلدٍ مزقته السنين والايام .. ولا يميز فيه النور عن الظلام ؟ أم عن ارضٍ كلما كَبُرت ازداد عليها المتربصين .. وكثر من حولها الطامعين .. وسرى فيها سُم الغاصبين...
عندما نتابع ما يمر به بلدنا العراق علينا ان نكون فخورين فما يحدث ليس الا دليلاً على ان العراق محط رغبة عند الكثيرين ، فكما قال محمد الشعراوي ( إن لم تجد لك حاقداً فأعرف انك انسان فاشل ) .
هناك حقيقة واحدة لنتفق عليها جميعاً ( أننا نفتقر الى الاحترام ) ، فلو انفردنا مع انفسنا للحظة وتسائلنا هل نحن نحترم بلدنا ؟ وطننا؟ الارض الام؟ سنجد حينها اسئلة كثيرة تولد اسئلة اكثر، هل نحترم بعضنا الاخر سواء كنا عائلة او اقرباء او مجرد اخوان في الدين او الهوية؟ هنا يأتي سؤال اخر ما هو دين الاسلام وهل هناك نبي بعث للمسلمين الشيعة واخر للمسلمين السنة؟ 
اذا فكرنا ملياً بالامر سنجد اجابة على كل الاسئلة السابقة، سنجد حينها ان الاسلام هو دين واحد فربنا الله الواحد الاحد ونبينا محمد ، نصلي نفس الصلوات باتجاه قبلة واحدة حول نفس البيت ( مكة بيت الله) وكلنا نتفق على حرمة الدماء والارض والعرض وغيرها من اساسيات الاسلام ، اما الاختلاف المتواجد الان هو اختلاف في غير الاساسيات وفي ذلك تتولد مرونة الدين ، وهذا لا يجعل من لا يشبهنا كافراً او مرتداً فلا اكراه في الدين ، وليس بالضرورة ان يكون البشر متشابهون في الرغبات والسلوك وطرق نهج الحياة شريطة ان لا نتجاوز الاساسيات، ولنفرض ان هناك من تجاوز تلك الاساسيات او اتخذ احد الاديان السماوية الاخرى ، فهل نملك الحق أن نقتص منهم؟ هنا علينا ان لا ننسى ان ربنا واحد و ان اقتصصنا بأيدينا نكون بالتاكيد قد خرجنا عن اصول الدين واساسياته ، فربنا في قرانه الحكيم لم يؤمرنا بالاقتصاص بايدينا وامرنا دوما بالتوكل عليه واحالة الامر اليه ودوما كان بعباده غفوراً رحيما .
حين نكون موقنين ومدركين بشكل جدي لمعنى الاسلام سيكون حينها هناك احتراماً للاسلام من قِبَلِنا وهذا سيقودنا لاحترام الذات، وحين نحترم انفسنا سيختلف حينها كل شيء، لاننا لن نستطيع ان نتجاوز او نخطيء بحق احدهم ليس بالضرورة لأننا نحترم الشخص المقابل فقد يكون شخصاً متعدياً لكن حينها سنكون قد احترمنا انفسنا وحين نحترم انفسنا سنحترم هويتنا... هويتي... كلمة يجب ان نفكر فيها بشكل جدي وعنها سنكتب الكثير في حين اخر .
وهنا بعد ان قادنا احترامنا للدين .. الذات .. الهوية .. حينها سنجد اننا اصبحنا مسلمين بحق وليس هذا فقط بل سينتج عن ذلك بلداً امناً يسوده الحب والسماحة فالاحترام يطفيء نيران الحقد ليسمو بأرواحنا نحو طريق لا يمكن ان تلوثه مؤامرات الطامعين لان الحق سيكون حينها معنا وسنكون بأذن الرب غالبين ... ولن يتوقف حلمي حتى ذلك الحين... أحلُمُ ان يصبح بلدي وطن تزينه المحبة نعيش فيه امنين...