الاثنين، 13 يونيو 2016

وطن تزينه المحبة ...

نبراس الشباني ...


عناوين كثيرة وكلمات اكثر تلك التي تزداد يوماً بعد يوم داخل قلبي الصغير ، كلمات اختنقت تريد مني ان اكتب ، عن ماذا اكتب ؟ عن بلدٍ مزقته السنين والايام .. ولا يميز فيه النور عن الظلام ؟ أم عن ارضٍ كلما كَبُرت ازداد عليها المتربصين .. وكثر من حولها الطامعين .. وسرى فيها سُم الغاصبين...
عندما نتابع ما يمر به بلدنا العراق علينا ان نكون فخورين فما يحدث ليس الا دليلاً على ان العراق محط رغبة عند الكثيرين ، فكما قال محمد الشعراوي ( إن لم تجد لك حاقداً فأعرف انك انسان فاشل ) .
هناك حقيقة واحدة لنتفق عليها جميعاً ( أننا نفتقر الى الاحترام ) ، فلو انفردنا مع انفسنا للحظة وتسائلنا هل نحن نحترم بلدنا ؟ وطننا؟ الارض الام؟ سنجد حينها اسئلة كثيرة تولد اسئلة اكثر، هل نحترم بعضنا الاخر سواء كنا عائلة او اقرباء او مجرد اخوان في الدين او الهوية؟ هنا يأتي سؤال اخر ما هو دين الاسلام وهل هناك نبي بعث للمسلمين الشيعة واخر للمسلمين السنة؟ 
اذا فكرنا ملياً بالامر سنجد اجابة على كل الاسئلة السابقة، سنجد حينها ان الاسلام هو دين واحد فربنا الله الواحد الاحد ونبينا محمد ، نصلي نفس الصلوات باتجاه قبلة واحدة حول نفس البيت ( مكة بيت الله) وكلنا نتفق على حرمة الدماء والارض والعرض وغيرها من اساسيات الاسلام ، اما الاختلاف المتواجد الان هو اختلاف في غير الاساسيات وفي ذلك تتولد مرونة الدين ، وهذا لا يجعل من لا يشبهنا كافراً او مرتداً فلا اكراه في الدين ، وليس بالضرورة ان يكون البشر متشابهون في الرغبات والسلوك وطرق نهج الحياة شريطة ان لا نتجاوز الاساسيات، ولنفرض ان هناك من تجاوز تلك الاساسيات او اتخذ احد الاديان السماوية الاخرى ، فهل نملك الحق أن نقتص منهم؟ هنا علينا ان لا ننسى ان ربنا واحد و ان اقتصصنا بأيدينا نكون بالتاكيد قد خرجنا عن اصول الدين واساسياته ، فربنا في قرانه الحكيم لم يؤمرنا بالاقتصاص بايدينا وامرنا دوما بالتوكل عليه واحالة الامر اليه ودوما كان بعباده غفوراً رحيما .
حين نكون موقنين ومدركين بشكل جدي لمعنى الاسلام سيكون حينها هناك احتراماً للاسلام من قِبَلِنا وهذا سيقودنا لاحترام الذات، وحين نحترم انفسنا سيختلف حينها كل شيء، لاننا لن نستطيع ان نتجاوز او نخطيء بحق احدهم ليس بالضرورة لأننا نحترم الشخص المقابل فقد يكون شخصاً متعدياً لكن حينها سنكون قد احترمنا انفسنا وحين نحترم انفسنا سنحترم هويتنا... هويتي... كلمة يجب ان نفكر فيها بشكل جدي وعنها سنكتب الكثير في حين اخر .
وهنا بعد ان قادنا احترامنا للدين .. الذات .. الهوية .. حينها سنجد اننا اصبحنا مسلمين بحق وليس هذا فقط بل سينتج عن ذلك بلداً امناً يسوده الحب والسماحة فالاحترام يطفيء نيران الحقد ليسمو بأرواحنا نحو طريق لا يمكن ان تلوثه مؤامرات الطامعين لان الحق سيكون حينها معنا وسنكون بأذن الرب غالبين ... ولن يتوقف حلمي حتى ذلك الحين... أحلُمُ ان يصبح بلدي وطن تزينه المحبة نعيش فيه امنين... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق