الأحد، 10 يوليو 2016

صديق لن يعود ...

نبراس الشباني ...

تاه في دنيا الوجود .. صديق لن يعود .. كان حلماً أشبه بالحقيقة أٓلمني كثيراً وأخذ بنومي . 
صديقان جداً، كان يحسد الجميع علاقتهما ، كانت تمثل كل معاني الصداقة من اخلاص ووفاء ونصح ، تقف الى جانبه كان حاضراً أو غائباً ، تكبره سناً لكنها لم تتعالى عليه يوماً ، تحفظه في كل حين ، تدعوا من الخالق أن يأخذ منها السعادة ويعطيه ، تفرح لسعادته حتى وإن كانت بحالٍ سيئة ، أهم شيء عندها أن يكون بأفضل حال .
كان على طبيعته معها ولا يخجل منها ، كان يحس بألمها ويسمع دقات قلبها ، أحس بدفئها ولمس طيبها ، كانا معاً في كل حين ، كان يراها تختلف عن الاخرين ، كانت تراه مصدراً للدفء والحنين ، حتى شاءت الاقدار وافترقا مبتعدين ، لكنها بقيت على ذلك الشوق والحنين فهي كانت تؤمن أنه لن ينساها كالاخرين ، كانت تراه مختلفاً وبقيت تدعوا له بالخير ، تراه في كل بحر وبر ودير ، تواصله بين حين وحين والوقت يمر ، وهو في ركنه البعيد قلبه أصبح كالجليد ، بعض الاحيان يكلمها وحين يكلمها لا يكلمها وكأنه قلب جديد ،حتى عندما أهدته كتاباً أخذ يغوص في قرائته ونسيها ، كان يتذكرها حين يجن الليل فيهطل المطر ويبلل المساكين حينها كان يشتد كرهاً لها وكأنها سبب ألمهم وما وصلوا إليه من حال ، يذكرها حين قتل أو انفجار ، يراها حين يموت الناس من قلة المال ، يراها مسؤولة عن سوء الاعمال ، فقلبه يلومها على كل ما جرى ويجري  ، وكأنها هي المسؤولة لكنه يدري ، يدري أنها تختلف عن الجميع وأن قلبها بطيبه وسيع لكنه آثر عنها الابتعاد والجفاء ، فلم يعد يريد منها سوى الاختفاء .
الفتاة بقلبها البريء تركت الحياة لذلك الجريء ، واتخذت من حياتها ركناً تحافظ فيه على طيبتها التي لم يعد لها وزناً فالاخلاق النبيلة لم يعد لوجودها أملاً ولم يعد لنجاتها فعلاً ، حينها افقت من النوم وأنا اتسائل متفاجئة ، على ماذايحاسبها ؟ على طيبتها ونبلها أم صراحتها وصدقها ، أم على طائفة تنتهجها أم حياة تعيشها أو مدينة تسكنها ، لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فحين ننبذ النظرة الطائفية متناسين المذهب وعنوان السكن والتمييز الطبقي في كل أنواعه حينها فقط سيكون للحياة معنىً ،وسيكون حينها للصديق وجود ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق