نبراس الشباني ...
( أعيش حياة مترفة لكني
دوماً أتصفح أرشيف ذكرياتي لأحس أني لازلت على قيد الحياة ) إنها كلمات رددتها شمس
وهي تتحدث لنا عن ومضات زينت حياتها واحداث تركت بَصْمَتَها من خلال مسيرتها رغم
مرارتها " كانت ايام جميلة رغم قساوتها أسوء لحظة فيها حين تهب عاصفة نسرع
جميعاً لنمسك سياج المنزل المكون من مجموعة من الخشب والمقوى كي لا يطير حتى تزول
الرياح وتارة اخرى نخشى المطر فنستفيق صباحاً لاعداد سقفاً خشبياً ليتناسب وأجواء
الشتاء الماطرة ويستمر عملنا حتى المساء ، كانت اياماً جميلة مرهقة لكن للسعادة
كان هناك مكان ومذاقها كان رائعاً لم تكن الابتسامة تفارقنا رغم آلامنا لم يكن
يخيفنا شيء لا اسراب العناكب والعقارب ولا حتى الافاعي " ثم تسترسل لتحكي لنا
عن أول لحظة تتعرف فيها على الافعى " كانت ذهبية اللون تتحرك ببطء وتتلوى
مظهرها كان رائعاً يأسر من يراها ، ذهبتُ بابتسامة عريضة لأخبر أهلي عنها إلا انهم
لم يصدقوني لانهم لم يتخيلو طفلة بعمري تكون هكذا ردة فعلها حين ترى الافعى لاول
مرة في حياتها وتلك كانت اول بداياتي مع الافاعي ولن انسى يوماً الارملة السوداء
ولا ذاك العقرب الكبير الذي لم ارى بحجمه في حياتي ، بعد ذلك اصبحت هذه المشاهد
امراً طبيعياً ، لن تصدقوني ان اخبرتكم اني ذات مرة رأيت افعى تلتهم عصفوراً وأول
فكرة راودتني هي تصوير تلك اللحظة الرائعة لكنها هربت بسرعة " كان لنا حديثاً
شيقاً مع شمس ، هي لا تخاف الافاعي والعقارب وغيرهما لانها تحس أنها حيوانات مرسلة
واعمالها موجهة ونحن نخيفها اكثر مما هي تخيفنا و إن أمر الله لا مردَّ له لكن الخوف
الحقيقي هو من كائن يملك عقلاً يفكر به لكن دوماً ما تجد من يفكر عوضاً عنه فيغدو
كالدمية ولا تتوقع في أي لحظة يهجم عليك أو ماذا يضمر لك ، أصبح الانسان الان أخطر حتى من الاسلحة لانه من
يحركها ، انه خطر يخلو من العقل يهدد كل الحياة ويجعلنا مصدر خوف للكائنات ، وبعد
كل هذا لم تعد هناك ذكريات واصبحنا نموت في اليوم آلآف المرات ولا ندري متى ستعود
لنا الحياة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق