مدينة تحت ركام السنين ...

نبراس الشباني ...

محطة جديدة نتوقف عندها لنحط الرحال هذه المرة عند مدينة اندثرت بين طيات الزمن وحاكت عليها السنين شباكها لكننا سرعان ما مزقنا تلك الشباك لنسلط الضوء على مدينة عمرها الاف السنين حيث كانت مدينة مرد التي تقع في محافظة الديوانية والتي تبعد مسافة كيلومتر واحد عن ناحية السنية محطة تواصل بين الحظارات والمدن التي تحيط بنهر ( اراختو ) احد فروع نهر الفرات وتبعد 50 كم جنوب شرق مدينة كيش ...

ويمر شط الديوانية الحالي والمتفرع من شط الحلة على مسافة كيلومتر واحد الى الشرق من المدينة ...

ولكن طبيعة الارض في الطرف الشمالي من مرد توحي بأن النهر كان يمر بها وهذا ما تدل عليه ارضها الرخوة والقواقع والاصداف ... 

وهي تقع كذلك على خط التماس الحضاري بين بلاد سومر وبلاد اكد وتعد ابعد المدن الاكدية باتجاه الجنوب ...

وهذا جعل من الديوانية منطقة تفاعل حظاري سومري اكدي مبدع ...

ويقع تل الصدوم من اطلال مدينة مرد القديمة على يمين المسافر من محافظة الديوانية الى محافظة بابل ...

وتقع المدينة الى الجنوب الشرقي من تل ابي صلابيخ على مسافة 31 كم من ناحية سومر وهي عبارة عن مدينة كبيرة تمتد حوالي 2 كم يتوسطها تل يرتفع عن سطح الارض حوالي 20 م ...

وفيها بناية فوق التل يعتقد بانها كانت معبداً ...

وقد عثر فيها على كسر فخارية ترجع الى مختلف العصور التاريخية كما وجدت قطعتان من الفخار عليهما ختم الملك نبوخذنصر مزججة ترجع الى العهد الساساني والعصر الاسلامي الاول مما يدل على ان المدينة مرت بعصور تاريخية متعددة ...

 وهكذا كانت لنا وقفة بين اطلال حضارة لا تحتاج سوى لمن يرعاها ويعترف بوجودها