الأحد، 29 أبريل 2012

من أجل من قُتلت طيبة ...

نبراس الشباني ...

رثاء من قبل إحدى صديقات الشهيدة طيبة مثنى ...
تأتي مهرولة كل صباح بخفة دمها لتروي لنا أحلى القصص وتضحك ، ما أجملها صديقتي ...
وهي ترتدي ذلك الزي الأنيق وتحمل حقيبتها المثقلة بكتب لدروس اليوم ، فتاة مجتهدة تجلس في صفي مقعدها قريب من مقعدي ... صديقتي
معاً نحكي أحلامنا وأمنيات كم تمنينا أن نحققها عندما ننجح ونكبر سوياً أنا وصديقتي
وكم كتبنا ذكرياتنا في دفاتر مزينة بأجمل الملصقات وكم لعبنا معا وأنشدنا الأناشيد وجرينا في ساحة مدرستنا فرحين .. لكن أين طيبة الآن ؟ أين صديقتي ؟ اليوم بحثت عنها الم تأتي إلى المدرسة ؟ ولم تجلس في مقعدها ولم تجري ولم اسمع ضحكتها
أين طيبة ؟ ماذا حدث ؟
وصرت ابحث عنها ولم أجد سوى الدموع في عيون مدرساتنا وصديقاتنا واسمع صرخة أم من بعيد بقلبها المفجع بطفلتها الوحيدة وهي تنظر في أعيننا باحثة عن ابنتها طيبة ، فتارة تكلم نفسها وتنظر إلى السماء التي حملت طيف طيبة وتارة أخرى تنظر إلى صفها وتجري كالمجنونة إلى مقعدها فتحتضنه بذراعيها وتشم مكانها وقد أبكت الحجر بأنينها .
وصرخت أين طيبة ؟ ولم أجد جواب ، لم اصدق إني سوف لن أراها ولن أرى وجهها البريء ولن اسمع بهجة صوتها ليس سوى دموع في كل مكان وسالت ما ذنبها فتاة بعمر 12 من قتلها ؟
وحملنا باقات الزهور والياس لنزين بها مكانها لكن وهل يحتويها مكان وهي في قلوبنا جميعا فلا تبكِ يا أم طيبة فلكِ ألف طيبة ولطيبة ألف قلب لن ينساها فقد ذهبت إلى بارئها كطير ملائكي ليرعاها ويحنو عليها فقري عيناً يا صديقتي ...
صديقتكِ : مريم كاظم ...

إنها كلمات لطفلة لم تتجاوز الثالثة عشر من العمر رافقت طيبة اثناء مسيرتها الحياتية القصيرة وعاصرت إزهارها ، يلعبان معاً ويضحكان معاً فما هو السبب ليحرم الطيور من حق الحياة وهم في عمر الزهور فقد اصبح هذا الامر جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية وقد اعتادت عليه مسامعنا فكل يوم انفجار وكل يوم تقتل الشباب والاطفال والحياة السعيدة أصبحت صعبة المنال فليست طيبة سوى مثال لكل ما يعانيه عراق الابطال من ظلم وجور وظلال ، فلنحاول معاً متكاتفين لنحول دون تدمير الحياة وجعل هذا العراق .. عراق ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق